الثلاثاء، سبتمبر 01، 2015

المجانين

قصه 

يحكى أن بهلول كان رجلا مجنونا فى عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد ، وفي يوم من الأيام مر عليه هارون الرشيد وهو جالس على إحدى المقابر فقال له هارون معنفا : يا بهلول يا مجنون متى تعقل ؟  

فركض بهلول وصعد إلى اعلى شجرة ثم نادى على هارون بأعلى صوته : يا هارون يا مجنون متى تعقل ؟  

فأتى هارون تحت الشجرة وهو على صهوة حصانه  ، وقال له : انا المجنون أم انت الذي يجلس على المقابر ؟

 فقال له بهلول : بل انا عاقل . 

قال هارون : وكيف ذلك ؟

 قال بهلول : لاني عرفت أن هذا زائل  وهو يشير إلى قصر هارون ، 
 وان هذا باقِ وهو يشير الى القبر
 فعمرت هذا قبل هذا ، واما انت فإنك قد عمرت هذا يقصد قصره و خربت هذا يعني القبر ، فتكره ان تنتقل من العمران الى الخراب ، مع انك تعلم انه مصيرك لامحاله . 

واردف قائلا فقلّ لي : أيّنا المجنون ؟ فرجف قلب هارون الرشيد وبكى حتى بلل لحيته . 

وقال : "والله إنك لصادق .

ثم قال هارون : زدني يا بهلول . 

فقال بهلول : يكفيك كتاب الله فالزمه .

قال هارون : الك حاجة فأقضيها ؟ 

قال بهلول : نعم ثلاث حاجات إن قضيتها شكرتك .

قال : فاطلب . 

قال : ان تزيد في عمري ! . 

قال :  لا اقدر . 

قال : أن تحميني من ملك الموت ! . 

قال : لا أقدر .

قال : ان تدخلني الجنة وتبعدني عن النار ! . 


قال : لا أقدر .

قال : فاعلم انك مملوك ولست ملك ولا حاجة لي عندك" . 


(كتاب عُقلاء المجانين )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تذكر!!! تعريفك بنفسك يضمن نشر تعليقك



ملاحظة:
التعليقات الغير معرفة خاضعة لتحرير الإدارة