الجمعة، نوفمبر 13، 2015

فخ التسويق

التسويق في مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، فأنت عندما تخطط لإطلاق حملة تسويق في “تويتر” مثلاً، كمن يقرر أن يقود سيارته في طريق (محدد السرعة) بسرعة كبيرة، متجاوزاً كل السيارات الأخرى، فهو بذلك يعرض نفسه لعدة مخاطر، أولها خطر الاصطدام وأن أقلها مخالفة ساهر.

هذه البداية هي مدخل لما حدث قبل أيام لإحدى الجهات الحكومية والتي أطلقت حملة تسويقية لتحسين صورتها في قضية حصلت لها، فالمكان كان “تويتر” وزمن المخالفة فجراً، نوع المخالفة هو استخدام عدد من مشاهير “تويتر” للترويج لمجموعة سنابات، تحدثت عن القضية بشكل مخالف لتوجه ورغبة المغردين.

ولأن ساحة “تويتر” هي ملك للمغردين ولا أحد سواهم، كُشف أمر الحملة التسويقية وتم (جلد) كل من له علاقة بهذه الحملة، من قريب أو من بعيد، وللأسف أن الأمر تجاوز ذلك إلى إطلاق هشتاق لمقاطعة أحد المطاعم لأن صاحبه شارك بطريقة أو بأخرى بالحملة التسويقية (الكاذبة) بحسب زعم المغردين.

كل ما ذُكر أعلاه هو رصد وتحليل بوجه نظر أزعم أنها محايدة، سأتجاوز هنا كل الأحكام التي أُطلقت على كل من شارك بالحملة، وسأتطرق إلى جزئية الخطاء التسويقي الذي حدث، توقيت التغريدات المتزامن لعدد من (هوامير تويتر) وبأسلوب واحد، كان خطاء فادحا تسويقياً، لأن مثل هذا الأمر أصبح أمراً مشكوفاً ولم يعد فكرة جديدة، خصوصاً في قضية صارت نوعاً ما قضية رأي عام، تمُس عاطفة المغردين بشكل مباشر.

بالعودة إلى التشبيه الأول للقضية، فعملياً الجهة الحكومية المقصودة، دفعت فاتورة (ساهر) بقيمة ربما تتجاوز الخمسين ألف ريال (تقريباً)، وهي قيمة ما دُفع للمغردين للتسويق لوجه نظر الجهة الحكومية، ولكن الفرق هنا أن مخالفة ساهر في نظامه، تسقط عند الدفع ولكن في هذه القضية الفاتورة دُفعت ولم تسقط القضية ومازالت معلقة.

وأخيراً.. تسويقياً ظفرت إحدى الشركات بنجاح تسويقي عندما قدمت وظيفة (لمطلق شرارة القضية) وهي هنا لم تدفع ريالاً تسويقياً، وإنما استفادت مما حدث بطريقة ذكية، وكان الأجدى والأجدر أن تختصر الجهة الحكومية المعنية، كل هذه المسافة بتوظيف الشاب (مطلق شرارة القضية) بشكل مباشر وفوري ولكنها وقعت في فخ التسويق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تذكر!!! تعريفك بنفسك يضمن نشر تعليقك



ملاحظة:
التعليقات الغير معرفة خاضعة لتحرير الإدارة