توني عرفت ليش الناس عندنا فيهم عور فكري .. وحول ذوقي .. مع تعاطفي مع المبتلين شافاهم الله .. بمعنى .. كان يكفينا اننا مجتمع استهلاكي يستورد كل مايلبس و يزين به جسده و معظم مايأكل و يملأ به معدته و كل مايركب ويقضي به حاجته ..
ولكن أن تنتقل عدوى الإستهلاك لوسائل التواصل من وتس آب و فيسبوك وخلافهما .. فتلك طامة .. لأن في الأولى الأمر مستساغ كون اعاقتنا لا تسمح لنا بالإكتفاء ، أما في الثانية فالأمر مقدور عليه و لا داعي له ..
لقد أضحينا نستورد و نتدوال كل ماهو معروض من نتاج الآخر .. دون ملي تفكير أو تروى وتمحيص .. هذا عوضا عن إن الكثير منا عطل قدراته فأصبح دون نتاج من فكر أو في الحد الأدنى دقة عرض لما يتناوله ويقدمه .. فمن ينشر ربما لايفقه ماذا نشر أو يحيط به علما مميزا غثه من سمينه ..
يقتصر الهدف من النشر عند الكثير فقط على مشاركة الناس الآخرين .. فهو ليس استثناء .. على مقولة مع الخيل ياشقرا .. فهو معني بالإلتقاط من المتيسر له أو ما ورد له من الآخر الذي لايختلف عنه في شيء ويعيد نشره على مائدة التواصل .. فتجد المعروض مكرر و ممجوج وغير مستساغ .. بعيدا عن استيفاء بعضه لشروط النشر.
في الفيس بوك .. الجريمة أعمق .. و دائرتها أوسع .. فالمرتادون يستخدمون عبارات لاتتماشى مع ديننا أو عاداتنا و مجتمعنا .. فكون التطبيق غربي فهو معد بما يتماشى وثقافة تلك المجتمعات .. فالتطبيق يعتمد طلب صداقة .. وهذا مباح عندهم محظور عندنا عندما يتعلق الأمر بالجنس الآخر .. ولكن هذا المعمول به . فتجد الفتيات يطلبن صداقة من يحلو لهن من خلال استعراض صور الملفات لأصحابها ، و الرجال بالمثل يطلبون صداقة من يتوسمون فيها رغبتهم .. دون رادع من دين أو وازع من ضمير ..
وللأسف يلحظ المتابع للفيس بوك تحديدا بأن الكتابة الرصينة ليس لها قارئ أو متابع .. وعلى العكس تجد القراء متلهفين لتقبل ماتطرحه إحدى الفتيات .. فترى الذكور خاصة ينهالون عليها بعبارات التمجيد والتقدير لملكتها الفذة .. ليس عن قناعة و لكن طمعا في علاقة أو كلمة ملاطفة تلقيها عليهم صاحبة الجلالة .. و تأتي تعليقات المستعرضين ضمن هذا السياق خاوية و فارغة من أي معنى بما يدعوا للإشمئزاز و القرف .. فتنحر اللغة العربية نحرا إملائيا و تركيبا لغويا .. فتراه يكتب كلمة مجاملة .. فاسدة إملائيا .. وهزيلة معنى وقيمة ..
قال أحدنا قديما من غامد عبارة لازالت في التدوال وإن أخذت في الإضمحلال .. راسن مايتهرج دباه .. وانا أقول .. فكر لاينتج معاق .. و سامحونا واعفو عنا .. أبو أيمن الغامدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تذكر!!! تعريفك بنفسك يضمن نشر تعليقك
ملاحظة:
التعليقات الغير معرفة خاضعة لتحرير الإدارة