الجمعة، نوفمبر 28، 2014

الكتاب المنير

رأيته فذرفت عيناي دمعاً  . . .  

بينما كنت أُصارع المرض الذي لحق بي في الآونة المنصرمة مررت بصداع نصفي فذهبت متجهاً الى صيدلية المنزل الصغيرة لكي ابحث لي عن دواء يقضي على الصداع فشاهدت شيئاً أعلى الصيدلية  فذرفت عيناي دمعاً حينما شاهدته وخنقتني العبرة أيضاً وازدادت ألماً حينما رأيت التراب قد تراكم على سطحه ... إنه ((القران)) لماذا نهجره يـ أمة محمد ؟! أفنحن أمثال خالد ابن الوليد حينما ادرك انه هاجراً للقران بسبب انشغاله في الجهاد فبكىَ وقبل المصحف وقال شغلنا عنك الجهاد رضي الله عنك ياسيف الله المسلول ونحن والله لم يشغلنا عنه  إلا الواتساب والتويتر والبلاك بيري والسناب شات والانستقرام والفيس بوك فجميعها والله هو من أبعدنا عن الطب التي تستطب به الارواح وعن الراحة التي  تشفي النفوس المتعبة ولاريب ان القران من أعظم ما يتقرب به العبد لربه وبه تُنال شفاعة يوم القيامة فأين أصاحبه وأين الذين يريدون أعالي الجنان والله أني اتعجب منكم ومن  نفسي فأنا اول المقصرين وانا اول الهاجرين له ولكن ان لم ننهض بأنفسنا في عدم الإنسياق وراء الملهيات ووراء الغزو الفكري الذي يعمل على إذابة الشعوب وانسلاخها من عقائدها ومذاهبها وحضارتها لتصبح مسخاً شائهاً تابعاً لغيرها وهو ماحُقق في مجتمعاتنا العربية  وفي الحقيقة كنّا خير تجربة للكفار فبما صنعوا حققوا اهدافهم الغير مباشرة وبما صنعوا ابعدونا عن ديننا وبما صنعوا دمروا شبابنا وبما صنعوا ابعدونا عن النور الحق والسراج المستنير فيا عباد الله لا تجعلوا يوما يمر عليكم دون أن تتعبدوا الى الله بالنظر في كتابه وقراءة ولو صفحة من صفحاته حاولوا أن تستمعوا للقرآن في وقت تصفو فيه أذهانكم لبعض القرّاء الذين تتأثرون بتلاوتهم احملوا معكم مصحفا في جيوبكم واصطحبوه معكم في كل مكان فليس من الصعب أن تتعاملوا مع المصحف كما تتعاملوا مع جوالاتكم ؟!اجعلوا نسخة من برامج المصحف على جوالاتكم لانه كثيراً ما نتعرض لأوقات الانتظار في السفر والمعاملات اليومية، فتخيلوا كم من الحسنات ستكسب لتلاوة آيات القرآن بدل أن تضيع هذه الأوقات سدى في التململ اشتروا نسخة من المصحف تحوي معاني الكلمات في الهامش ولا تجعلوا كلمة تمر عليكم حتى تفهموا معناها اقتنوا أحد التفاسير المبسطة كالتفسير الميسر أو تفسير السعدي وحاولوا أن تقرأو منه بانتظام حتى تختموا القرآن. و أنا اول المعاهدين ألا أهجر القران وأن أرقى بنفسي في قراءة كتاب الله الحكيم ... فمَن المعاهدين الذين معي ؟؟! 

🔘كتبه : محمد عبدالله العاصي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تذكر!!! تعريفك بنفسك يضمن نشر تعليقك



ملاحظة:
التعليقات الغير معرفة خاضعة لتحرير الإدارة