الثلاثاء، أغسطس 18، 2015

حصافة امرأة

"حصافة امرأة"👍🌹
يحكى عن أبي عبد الله النميري أنه قال : كنت يوما مع المأمون وكان بالكوفة , فركب للصيد ومعه سرية من العسكر , فبينما هو سائر إذ لاحت له طريدة , فأطلق عنان جواده وكان على سابق من الخيل , فأشرف على نهر ماء الفرات , فإذا هو بجارية عربية خماسية القد , قاعدة النهد كأنها القمر ليلة تمامه , وبيدها قربة قد ملأتها ماء , وحملتها على كتفها , وصعدت من حافة النهر , فانحل وكاؤها , فصاحت برفيع صوتها :
ياأبت أدرك فاها , قد غلبني فوها , لاطاقة لي بفيها .
 
قال فعجب المأمون من فصاحتها ورمت الجارية القربة من يدها , فقال لها المأمون : ياجارية من أي العرب أنت .؟
قالت : أنا من بني كلاب
قال: وما الذي حملك أن تكوني من الكلاب
قالت : والله لست من الكلاب , وإنما أنا من قوم كرام , غير
لئام , يقرون الضيف , ويضربون السيف .
ثم قالت: يافتى من أي الناس أنت
فقال : أو عندك علم بالأنساب .؟
قالت : نعـــم
قال لها : أنا من مضــر الحمراء
قالت : مــــــن أي مضــــــر
قال : مـن أكرمها نسـبا , وأعظمها حسبا , وخيرها أما
وأبا , ممن تهابه مضر كلها .
قالت : أظنك من كنانــة
قال : أنا مـــــن كنانـة
قالت: فمن أي كنانـــــة
قال : أكرمها مولدا , و أشرفها محتدا , وأطولها في المكرمات
يدا , ممن تهابه كنانة وتخافه .
فقالت: إذن أنت من قريش
قال : أنا مـــــن قريــــش
قالت : مـن أي قريش
قال : من أجملها ذكرا وأعظمها فخرا , ممن تهابه قريش كلها
وتخشاه .
قالت : أنت والله من بني هاشــــم
قال : أنا مــــن بني هاشــــــــم
قالـت : مـــن أي هاشــــم
قال : مـن أعلاها منزلة , وأشرفها قبيلة , ممن تهابه هاشم
وتخافه . قال فعند ذلك قبّلت الأرض
وقالت : السلام عليك يا أمير المؤمنين , وخليفة رب العالمين .
قال فعجب المأمون وطرب طربا عظيما
وقال : والله لأتزوجن بهذه الجارية , لأنها من أكبر الغنائم .
ووقف حتى تلاقته العساكر فنزل هناك وأنفذ خلف أبيها
وخطبها منه فزوجه بها , وأخذها وعاد مسرورا . 🌹❤️
وهي والدة ولده العباس" ،.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تذكر!!! تعريفك بنفسك يضمن نشر تعليقك



ملاحظة:
التعليقات الغير معرفة خاضعة لتحرير الإدارة