إن الكسوف في الشمس أو القمر تخويف من الله تعالى لعباده يخوفهم من عقوبات قد تنزل بهم انعقدت أسبابها ومن شرورٍ مهلكةٍ انفتحت أبوابها فالكسوف نفسه ليس عقوبة ولكنه كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:( يخوف الله به عباده) ظن من الناس أن الكسوف أمر طبيعي إذ لو كان أمراً طبيعياً لكان أمراً مطرداً منتظماً كما ينتظم الهلال وكما تنتظم الفصول باختلاف مدار الشمس لكنه أمر يقدره الله عز وجل لحكمة وهي تخويف العباد فعلينا أيها الأخوة إذا وقع الكسوف أن نكون خائفين وجلين وأن نلجأ إلى ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :(فإذا رأيتموهما يعني خاسفين فأفزعوا إلى الصلاة وفي رواية فأفزعوا إلى المساجد وفي أخرى فأفزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره وفي أخرى فادعوا وكبروا وصلوا وتصدقوا حتى ينجلي أصح أقوال العلماء أنها فرض كفاية والأفضل أن تصلى في الجوامع ولها خطبة بعد الصلاة إذا فات الإنسان الركوع الأول من الركعة فقد فاتته الركعة أوضح المشرف على المركزالوطني للفلك بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأستاذ صالح بن محمد الصعب أن الخسوف الكلي للقمر المتوقع حدوثه بإذن الله تعالى مساء الإربعاء ليلة الخميس القادم، يتميز بطول مدته التى يتوقع أن تتجاوز ( 100 ) دقيقة فيما يعد من الحالات نادرة الحدوث . وبيّن الأستاذ صالح الصعب أن بداية الخسوف وهي دخول منطقة شبه الظل ستكون عند الساعة 20.24.34 مساء ، فيما سيكون بداية الخسوف الجزئي للقمر عند الساعة 21.22.56، ويعقب ذلك مرحلة الخسوف الكلي عند الساعة 22.22.30 فيما سيكون نهاية الخسوف الجزئي في الساعة 01.02.15 صباحاً، وتستمر هذه الفترة حتى ينتهي الخسوف الكلي عند الساعة 02.00.45 صباحاً . وفي تفسيره لهذه الظاهرة الكونية ذكر الصعب أن الخسوف كما هو معروف من الظواهر الكونية التى تحدث بإذن الله تعالى عندما تتوفر ظروف مكانية خاصة تتمثل في مرور القمر، خلال دورانه ، حول الأرض بظل الأرض الذي ينطلق دائما آلاف الكيلو مترات في الجهة المعاكسة للشمس، والمعروف أن مرور القمر ( في طور الإستقبال ) في ذلك الظل لا يحدث في منتصف كل شهر قمري بل يمر قريباَ منه (أعلى أو أسفل ) وذلك بسبب الميل اليسيرلمدار القمر حول الأرض على مدار الأرض حول الشمس كما قدره الله تعالى ولولا ذلك الميل لحدث الخسوف منتصف كل شهرمن الشهور القمرية، ولولاه أيضاً لحدث الكسوف مع نهاية كل شهر قمري، ولله تعالى في ذلك حكمة. وأفاد الصعب أن إنتظام حركة هذه الأجرام العظيمة في المدارات التى إختارها خالق هذا الكون العظيم هي التى مكنت علماء الفلك من متابعتها وتحديد مواقعها وتوقع ما سيطرأ عليها من ظواهر مماثلة ، ولولا إنتظام تلك الحركة لما تيسرت معرفتها ولما تيسر توقع ماقد يترتب على ذلك . وقال: إن توقع حدوث مثل هذه الظواهر ليس من المعارف الحديثة أوالنجاحات المعاصرة للعلم الحديث كما يظن كثير من الناس، فقد تمكن عدد من علماء الفلك المسلمين منذ مئات السنين من توقع حدوث الخسوف أو الكسوف قبل حدوثة بمدة طويلة ،وعلى سبيل المثال فقد كان العالم المسلم ( إبن البناء ) الذي عاش في المغرب العربي وتوفي رحمه الله عام ( 721 ) هـ قادراَ بفضل الله على توقع مثل هذه الأحداث ، بل وتوقع النوع الذي سيكون عليه كلياَ أو جزئياَ أو غير ذلك . وشدد المشرف على المركزالوطني للفلك على أن معرفة أوقات مثل هذه الظواهر الكونية يجب أن لا يكون سبباَ لإنتفاء ما يفترض أن يصاحبها من خشية ورهبة من الخالق جل وعلا وهو المتحكم في هذه المخلوقات العظيمة كما جاء في هدي المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم وأن لا يشغلنا عن ماحث عليه السلام من الطاعات والقربات . بعض المعلومات الفلكية عن هذا الخسوف :-
|
المصادر: موقع الشيخ ابن عثيمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تذكر!!! تعريفك بنفسك يضمن نشر تعليقك
ملاحظة:
التعليقات الغير معرفة خاضعة لتحرير الإدارة